الدرس_2: من شرح الأصول الثلاثة للعلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
� اعلَم -رَحِمَكَ اَللهُ- أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ وَمُسلِمَةٍ تَعَلُّمُ ثَلَاثِ هَذِهِ المَسَائِلِ وَ العَمَلُ بِهِنَّ:
الأُولَى: أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا وَرَزَقَنَا وَلَم يَترُكنَا هَمَلًا، بَل أَرسَلَ إِلَينَا رَسُولًا، فَمَن أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَرسَلنَا إِلَيكُم رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيكُم كَمَا أَرسَلنَا إِلَى فِرعَونَ رَسُولًا فَعَصَى فِرعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذنَاهُ أَخذًا وَبِيلًا﴾.
الله عزوجل لم يخلقنا عبثا ، بل خلقنا لتوحيده وحده وطاعته و ترك معصيته والشرك به.. ومعنى الشرك: أن نعبد مع الله إله غيره، وأرسل إلينا الرسل وبينوا لنا الحق من الباطل وأعدَّ الجنة لمن أطاعه والنار لمن يعصيه..
الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللَّهَ لَا يَرضَى أَن يُشرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لَا نَبِيٌّ مُرسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾
لا يجوز عبادة غير الله كائنا من كان حتى وإن كان أقرب الملائكة أو الرسل ، لأن العبادة حق لله وحده ، فمن عبد غير الله فقد أشرك، ومعنى العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ، مثل الصلاة والقول الحسن و حب الخير فهذه عبادات ، ينبغي أن تكون لله وحده، هكذا عرَّفها شيخ الٱسلام ٱبن تيمية رحمه الله
الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَن أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللَّهَ لَا يَجُوزُ لَهُ مُوَالَاةُ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانَ أَقرَبَ قَرِيبٍ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿لَا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءهُم أَو أَبنَاءهُم أَو إِخوَانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنهُ وَيُدخِلُهُم جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ أُولَئِكَ حِزبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ المُفلِحُونَ﴾.
لا ينبغي لمن يؤمن بالله ورسوله، أن يحب أعداء الله من الكفار حتى وإن كانوا من أقرب الناس إليه ، ولكن يحسن إليهم و يصاحبهم ويدعوهم إلى دين الله كما قال الله عزوجل : {وصاحبهما في الدنيا معروفا} ، فمن أحب الكفار ونصرهم و أعانهم على المسلمين وأحب دينهم فهو منهم ، أما من أحبهم من أجل دنيا وتودد إليهم لا من أجل دينهم ، فهو ناقص الإيمان ، مثل الذين يحبون لاعبي كرة القدم أو فنان كافر، فهم في الحقيقة ناقصين إيمانا ، فينبغي بُغض أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن بغضهم دليل على الإيمان ، وحبهم دليل على نقصه_أو_عدمه ، قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله) ، هكذا يجب حب المؤمنين ونصرهم و بغض الكافرين
� اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ: أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ -مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ- أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ وَخَلَقَهُمْ لَهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُون: يُوَحِّدُونَ.
الحنيف هو الذي مائل إلى التوحيد من الشرك ، هو المخلص لله
وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ: التَّوْحيِدُ: وَهُوَ إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ.
وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْه: الشِّركُ: وَهُوَ دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ،
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء:36
� فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُولُ_الثَّلاثَةُ التِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا؟
فَقُلْ: مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ.
يتبع إن شاء الله...
ملخص من كلام الشيخ ابن باز رحمه الله�