عيد ميلادي

أول يوم في رمضان بالنسبة لي ليس مجرد بداية لشهر من الصيام، بل هو لحظة اتصال عميقة مع نفسي ومع الله. في هذا اليوم، أشعر وكأنني أبدأ صفحة جديدة في حياتي، صفحة خالية من التوترات اليومية، صفحة مليئة بالسكينة والصفاء. حينما يهل الفجر، أستقبل اليوم بالدعاء والتأمل، وأدرك أن هذا الشهر هو فرصة لتقوية علاقتي بالله، ولتصحيح مساري في الحياة. أجد في الصيام ليس فقط الامتناع عن الطعام، بل تحديًا داخليًا يذكرني بأهمية التحكم في النفس والارتقاء بروحي.

وبينما أعانق لحظة الإفطار، يمر خاطري بيوم ميلادي الذي يتزامن مع أول يوم في رمضان، وهو لحظة تكشف لي حقيقة أخرى: أنني لست فقط أعيش عامًا جديدًا من عمري، بل أعيش لحظة تجدد روحي. أرى في هذا اليوم دعوة للتأمل في الماضي والاعتراف بالتحديات التي تخطيتها، وفي نفس الوقت هو فرصة للإيمان بأن المستقبل أفضل إذا ما استمديت قوتي من الصبر والعزيمة. اليوم هو بداية جديدة بكل المعاني: بداية لشهر رحمة وبركة، وبداية لعام جديد من حياتي، يحمل في طياته آمالًا وأماني جديدة.